المجتمع
يعيش في لبنان نحو 3.5 ملايين لبناني، إضافةً إلى مليونَي لاجئ ومقيم أجنبي، معظمهم من فلسطين وسوريا المجاورتين. وتُساوي مساحة لبنان 10452 كيلومتراً مربّعاً، أي ما يعادل 4% من مساحة مصر، وفيه أكثر من 18 طائفة تحت مظلّة الديانتَين المسيحيّة والإسلاميّة، فضلًا عن أقليّات ذات انتماءات دينيّة أخرى. ومع أنّ العربيّة هي لغة لبنان الرسميّة، إلا أن الّلغة الفرنسيّة مُعترف بها، وكذلك يجري التحدّث باللغة الإنكليزيّة في صفوف جيل الألفيّة والراشدين في أجزاء عدّة من البلد. وفي ظلّ التنوّع الّلغوي الغني، والهشاشة الطائفيّة والاضطراب السياسي، يُظهِر الواقع أن الوصول إلى وسائل الإعلام ليس مُتاحاً لجميع فئات المجتمع اللبناني على نحو متساوٍ، وفي بعض الأحيان، ليس متاحاً لكثيرين.
إقرأ المزيد: الاستهلاك الإعلامي في أوساط الّلاجئين
وفقًا لمؤشّر الأمم المتّحدة للتنمية البشريّة، قُدّر مُعدّل إلمام البالغين بالقراءة والكتابة في لبنان في آخر إحصاء أُجريَ عام 2014 بنسبة 93.9%. إلّا أنّ هناك تبايُناً مُقلقاً بين المناطق الحضريّة وتلك الريفيّة. فنسبة إلمام البالغين بالقراءة والكتابة هي الأعلى في بيروت، حيث تقتصر نسبة السكّان الأمّيّين بحلول سن الرشد على 6.1% فحسب. أمّا في المناطق التي يغلب عليها الطابع الريفي مثل البقاع (في شرق البلاد)، فتُقدّر هذه النسبة بنحو 17%.
مع أنّ لبنان يبدو اليوم أكثر ليبراليّة في ما يتعلّق بحريّة الصحافة ووسائل الإعلام، بالمقارنة مع البلدان الأخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلّا أن ذلك لم يتحقّق بالضرورة بفعل القوانين والوقائع المجتمعية. فلا تزال وسائل الإعلام في لبنان تخضع لقوانين قديمة، وهي راسخة في الانقسامات السياسيّة والطائفية. وفي الواقع، تُحاكي طبيعة وسائل الإعلام اللبنانيّة طبيعة المجتمع الذي تُغطّي أخباره، فتفتقر في أغلب الأحيان إلى الشفافية أو الاستقلاليّة أو عدم الانحياز.
إلى ذلك، تجدر الإشارة إلى أن طبيعة الإعلام في لبنان واعتباراته السياسية لا تؤثّر فقط على اللبنانيين داخل لبنان، بل أيضاً على جماعات أخرى مقيمة. كما أنها تصقل النظرة العامة للمغتربين اللبنانيين الذين يُقدَّر عددهم بين 4 ملايين و13 مليوناً، داخل مجتمعاتهم المضيفة، فضلًا عن اللبنانيين العائدين المحتملين.
في سنة 2015، بلغتْ نسبة الشبّان اللبنانيين المتّصلين بالإنترنت عبر هواتفهم النقّالة 95%، ما أحدث ثورة على صعيد المعلومات. وفي العقد الماضي، شهد محو الأميّة الرقميّة نقلة نوعيّة في لبنان، فبعد أن كان أمراً لم يسمع الناس به من قبل، بات مسألة يُروّج لها المجتمع المدني والأكاديميّون والجامعات، وحتّى أنّه وصل إلى بعض المدارس على شكل نشاطات تربوية.
مع انتشار الإنترنت، ظهر محتوى من إنتاج المستخدمين، مع موجة من المدوّنين والصحافيين المواطنين، فضلًا عن الأشخاص المثقّفين إعلامياً، الذين يسعون إلى التغيير في وسائل الإعلام اللبنانيّة وفي نقل الأخبار عموماً.
البيانات الوصفيّة
- أُخذت البيانات حول معدّلات إلمام البالغين بالقراءة والكتابة من تقرير التنمية البشرية الرابع في لبنان.
- أُخذت البيانات حول المغتربين اللبنانيين من مركز سياسات الهجرة.